الفكهاني" مسجد فاطمي بناه "الظافر".. ورممه "يشبك بن مهدي".. وأعاد بناءه "مستحفظان الخربوطلي

تاريخ التسجيل : 13/11/2013

وسط العديد من المساجد الفاطمية الموجودة بالقاهرة، يأتي مسجد الفكهانى- الجامع الأفخر سابقا- بحارة خوش قدم في شارع المعز ليعد واحداً من أجملها، حيث يرجع تاريخه إلي القرن السادس الهجري، أنشأه الخليفة الظافر بنصر الله أبو المنصور إسماعيل بن الحافظ لدين الله أبي الميمون عبدالمجيد بن الأمر بأحكام الله سنة 543 هجرية 1148م.

وكان المسجد معلقاً حيث بنى منشئة بأسفله حوانيت أوقفها علي خادمي المسجد وعلى من يقرأ فيه، وقرر به دروساً لتحفيظ القرآن الكريم يقوم عليها فقهاء ومعلمون، وفي القرن الخامس عشر الميلادي اهتم الأمير المملوكي يشبك بن مهدى أحد أمراء السلطان قايبتاى "1468 -1496م" بترميم الجامع وزخرفته وأزال من حوله مباني كانت تحجبه.

وفي سنة 1736م "1148هـ" أوشك الجامع على الانهيار فقام الأمير أحمد كتخدا مستحفظان الخربوطلي بهدمه وأعاد بناءه من جديد، وتبقى من الجامع الأصلي الفاطمي الذي بناه الظافر مصاريع البابين الغربي والشرقي، وكانت عليها حشوات محفورة بزخارف نباتية تعرضت للتلف الشديد، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بترميمها سنة 1919، كما تبقى من الجامع الأصلي مداميك حجر تعلو الباب الغربي كتب عليها بالخط الكوفي: "لا اله الا الله محمد رسول الله".

كاميرا "صدى البلد" زار الجامع الحالي الذي يُصعد إليه بدرج من كل بابيه الغربي والشمالي، ويتوسطه صحن مغطى بسقف يتوسطه منور مثمن الشكل، ويحيط بالصّحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة وهو الرواق الشرقي تخلو جميعها من الزخرفة المحراب مجوف مكسو بالرخام، وتتوسط المحراب بلاطة من القاشان عليها عبارة "ماشاء الله 1141هـ".

وتتميز الإيوانات جميعها بالبساطة فلا توجد بها نقوش ولا وزرات رخامية، أما المحراب فمصنوع من الرخام الدقيق وعقده وتواشيحه "أي جانبا العقد المحيطة به" كلها من القاشاني وتتوسطه تربيعة كتب عليها "ما شاء الله".. ويعلو المحراب شباك مستدير تحيط به كسوة من القاشاني، والمئذنة تقع على يسار الباب الرئيسي وهي أسطوانية تعلوها قمة مدببة على الطراز العثماني، وكانت مئذنة الجامع الأصلية قد سقطت على أثر الزلزال الذي ضرب القاهرة سنة 1302 م "702هـ".

وعن سبب تسمية الجامع "الفكهاني" يذكر المؤرخون وعلماء الآثار روايتين، الأولي أنه بنى بجواره وكالة وسوق لتجارة الفاكهة، والثاني يقال إن صوفيا ذهب إلى بائع فاكهة واشتري منه قنطارا منها، وطلب منه أن يوزع منها لكل من يطلب وفاء لنذر نذره، وراح الرجل يوزع الفاكهة طيلة النهار دون أن تنفد، وفي نهاية اليوم جاءه الصوفي يطلب باقي قنطاره، فوزنه ووجده لم ينقص شيئا، فقال الصوفي للبائع: "وكذلك يكون مالك إن قمت بتعمير هذا المسجد لن ينقص منه درهما"، ففعل وقام بتعمير الجامع الذي أصبح معروفا بجامع الفكهاني.

» مسجد "ألماس الحاجب" دفن فيه صاحبه بعد أن خنقه الناصر محمد بن قلاوون.. والمقريزي أفاض في وصف فخامته -
» حمام أينال" بناه السلطان الأشرف.. وتصميمه يحفظ خصوصية مستخدميه بالداخل -
» مسجد "خوند أصلباي" بالفيوم أقامته "زوجة" السلطان قايتباي.. ومنبره يزينه سن الفيل والصدف
» بالصور.. مسجد "يوسف أغا الحين" صاحبه كان من كبار أمراء الجراكسة.. وبناه على طراز المدارس المملوكية
» باب النصر" أهم أثر عسكرى فاطمى..بناه جوهر الصقلى ونحت "نابليون" أسماء ضباطه عليه