nova_nona
تاريخ التسجيل : 13/11/2013
| موضوع: الصالح طلائع" ثالث مسجد معلق بالعالم..الزلزال دمر مئذنته..وزخارفه طبق الأصل من الجامع الأموي بدمشق - الأحد ديسمبر 15, 2013 12:45 am | |
|
وسط عدد كبير من المساجد الفاطمية بالقاهرة يأتي مسجد الصالح طلائع ثالث مسجد معلق في العالم ,ليعد من أهم مساجد منطقة القاهرة التاريخية حيث يقع في مواجهة باب زويلة,انشاه الصالح طلائع بن رزيك في سنة(555 هجري-1160 م),وقد بنى مرتفعا عن الأرض بنحو أربعة أمتار وبآسفة من جهة الواجهة البحرية توجد حوانيت ويطلق على الطراز من المساجد المعقلة والواجهة مكونة من خمسة عقود مثلثة الشكل,كما أن للمسجد ثلاثة مداخل محورية وهى فكرة سورية الأصل وجدت قبل ذلك في جامع الأموي بدمشق.
صدي البلد زار المسجد الذي يتكون من مستطيل يتوسطه صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الموجود به منبر خشبي علية زخارف مكونة من حشوات هندسية بداخلها زخارف نباتية تمثل حلقة الاتصال من الزخارف الفاطمية والى الأشكال الهندسية المتعددة الأضلاع القريبة من الأشكال النجمية وهى الليزة للطراز المملوكي وهذه الزخارف الموجودة في المنبر تشبه لحد كبير الزخارف العصر الأيوبي.
وعلى يمين المحراب يوجد المنبر ولقد جدد في سنة 1898م ولا شك إن المنبر الأصلي كان من الطرق النادرة ويرجع ذلك إلى منبر الصالح طلائع بالكامل في مسجده بقوص,ومئذنة الجامع غير موجودة حاليا وإن كانت المصادر تشير إلى وجود مئذنة كانت تعلو باب المدخل أقيمت بدلا منها واحدة أخرى وسقطت في زلزال (1302 م) ويلي ذلك مئذنة أخرى حديثة وأزيلت عام( 1926 م) لحدوث خلل بها.
ويرجح إن الجامع كانت له شرفات مسننة على غرار المساجد الفاطمية الأخرى والحوائط الداخلية مغطاة بطبقة من البياض وعليها زخارف تمتاز بعناصرها الهندسية ويشع منها مجموعة من الكتابات الكوفية على آيات قرآنية ومجموعة من الصرر المستديرة المختلفة الأشكال سواء الهندسية أو النباتية,وقد أقيمت الحوائط الخارجية للجامع من الحجار الجيرية ,أما الأخر فقد استخدام في الحوائط الداخلية,كما استعمل الخشب في التسقيف على هيئة مساحات أفقية محمولة على عقود ذات مركزين أو عقود ذات أربعة مراكز وقد استخدمت مواد البناء على طبيعتها مع وضوح طريقة الإنشاء في الوجهات الخارجية.
ورغم استخدام الزخارف في حوائط المسجد الداخلية إلا أنها كانت عبارة عن زخارف هندسية ونباتية في المقام الأول حتى النوافذ الجصية ذات الزجاج الملون قد وضعت فوق مستوى النظر حتى لا ينصرف المصلين عن صلاتهم واما مواد البناء فقد جاءت ملائمة للبيئة المحيطة واما بالنسبة للتهوية والإضاءة فقد اعتمد فيها على الصحن وعلى النوافذ المتعددة الموجودة في جوانب المسجد الأربعة كما استخدم الملقف لأول مرة لتهوية الفراغ أعلى مقعد الخطيب .
وللجامع ثلاثة مداخل يتوسط أحدهما الوجهة البحرية ويتوسط الثانى الوجهة القبلية وكلاهما يقع فى بروز بسيط يغطى أعلاه عقد محدب حلى داخله بمخوصات تتشعع من عقد مسدود وكلتا الوجهتين مقسمة إلى صفف قليلة الغور تنتهى بعقود محدبة وتعتبر هذه الظاهرة - ظاهرة تقسيم الوجهات إلى صفف - الأولى من نوعها. وقد نسج على منوالها فى وجهة المدرسة الصالحية وقبة الصالح نجم الدين ثم اتبعت فيما جاء بعد ذلك من المساجد المملوكية.
أما مئذنة الجامع الأصلية فكانت مقامة أعلى هذا المدخل ثم هدمت فى وقت ما وحلت محلها مئذنة ثانية هدمت كذلك. ويعتبر هذا الجامع من الجوامع المعلقة أى المنشأة مرتفعة عن منسوب الطريق كى يتيسر إنشاء حوانيت أسفلها للتجارة. وكان الخراب شاملا فى هذا المسجد إلى عهد قريب ، فقامت إدارة حفظ الآثار العربية فى السنين الأخيرة بتخلية وترميم ما تصدع من مبانيه وتكملته بحيث أصبح كما نشاهده الآن.
وحرم الجامع يتكون من ثلاث بائكات من سبعة عقود تجري كل منها موازية لجدار القبلة ، ويتشكل الرواقان الأوليان بحيث يبلغ عرض كل منها 3.45 م في مقابل 5.40 م بالنسبة لعرض الرواق المجاور لجدار القبلة ,أما محراب المسجد مجوف وعرضه مترين ويبلغ عرض الجزء المجوف 1.87 سم وعمقه 1.37سم ويتصدره عمودان واحد من كل جانب ، ويطل بيت الصلاة علي الصحن ببائكة من خمسة عقود ، وقد فقد كل زخرفته إلا أعمدته المستطيلة علي جانبيه والكسوة الخشبية المطلية لنصف القبة
ويقع المنبر علي يمين المحراب وهو من الخشب صنعت ريشتاه من حشوات مجمعة علي شكل أطباق نجمية مطعمة بالصدف والعاج والأبنوس بها زخارف نباتية محفورة غاية في الدقة والإبداع ، ويعتبر هذا المنبر أكثر المنابر إتقانا في مصر حيث دقت حشواته وقائمه وفي الأمام بابه وجانباً سلمه,كما أن جلسة الخطيب بالأويمة الدقيقة البالغة حد الإتقان ، وقد أمر بعمله الأمير ( بكتمر الجوكندار) سنة 699 ﻫ ( 1299 م )
ومكتوب علي باب المنبر : ” أمر بعمارة هذا المنبر المبارك من ماله ابتغاء لوجه الله الكريم المقر العالي الأميري الكبيري السيفي سيف الدين مقدم الجيوش بكتمر الجوكندار المنصوري السيفي أمير جندار الناصري ، وذلك بتاريخ شهر جمادى الأخر سنة تسع تسعين وستمئة ، رحم الله من كان السبب “,وقد جدد سنة 1316 ﻫ ( 1898م). | |
|